سيف الله المسلول

بينما انت عزيزي القارئ تتصفح الفيس بوك بين جدران ذاك العالم الوهمي اللعين، إذ بك تتفاجئ بوقوع حرب بين روسيا وأمريكا والشوالي ..

وعشان انت طبعاً إنسان بتحب الوحدة وال overthinking ف بتتخيل مصر كده داخله الحرب واتطلب منك انت تختار قائد عربي يضمن النصر الأكيد للوطن ..

وها انت تُقلب وتتأرجح بين صفحات التاريخ فإذا بك تجد العديد والعديد من العظماء في هذا المجال، أمثال:
عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، خالد بن الوليد، عمرو بن العاص، صلاح الدين، قطز والعديد والعديد ..

وهنا بقي ياعزيزي القارئ تقرر إنك هتحط مقياس عشان تقدر تفلتر بيه الناس دي كلها، والمقياس اللي انت اخترته هو "عدم الهزيمة" او صاحب "النصر المطلق" م الاخر انت قولت لنفسك انا عايز قائد ميعرفش غير الفوز او الانتصار..

قولت لنفسك ياعزيزي انا هشوفلي قائد عمره م خسر حرب قبل كده، إنسان ميعرفش يعني إيه هزيمة اصلا ..

واخيراً توصل لشخصية، هي بالنسبالي اعظم قائد في تاريخ البشرية، هو سيفٌ من سيوف الله؛ وسيوف الله لا تُكسر أبدًا..

قبل موته طلب الشهادة كثيراً، ولكنه مات بفراشه.. وبعدما مات؛ قال الناس :
"لقد كان يستحق الشهادة ولكنه لم ينلها لأنه سيفٌ من سيوف الله، وسيوف الله لا تكسر أبدًا "

كُنيتهُ "أبا سليمان" وهو الذي لم يُهزم في معركةٍ قط .. حتي عندما واجه الملسمين في أحد؛ كان سبب انقلاب الكفه من فوزٌ ساحق للمسلمين، لهذيمة نكراء كادت تؤدي بحياة سيد الخلق رسول الله ..

قبل أن يُسلم سأل رسول الله أخاه؛ وقال له صلي الله عليه وسلم:
"ليس بخالد من يجهل الإسلام ! "
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم بدهاء وذكاء وسلامة عقل أبا سليمان..

فإذا هو الآن خالدٌ بن الوليد، سيفُ الله المسلول الذي سنه سبحانه وتعالى علي كل من تجرأ علي الإسلام..

فاز ضد الروم في اليرموك ب ٣٦ ألف مُسلم ضد ٢٥٠ ألف مقاتل من الروم؛ في معركة تُعد من أعظم المعارك في تاريخ البشرية ..

هو احد فاتحي الشام والذي قال عنه أبو بكر الصديق :
" والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد.."

كان اسم خالد بن الوليد وحده كافياً ليزلزل البلاط البيزنطي وقصر المدائن وكان وحده كافيا لادخال الرعب في قلوب كسرى و قيصر وجيوشهم..

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال :
"خالد سيفٌ سلَّه الله على المشركين".

خاض أكثر من ١٠٠ معركة ولم يُهزم قط في واحدة، حتي أمر عمر بن الخطاب عزله بعدما كان في ذروة عظمته ورغم ذلك لم يعترض سيف الله علي قرار أمير المؤمنين لأنه لم يخرج للجهاد لأجل المجد بل من أجل الله ورسوله وبالفعل سلم القيادة لأبو عبيدة بن الجراح بنفسٌ راضيه ..

مات خالدٌ علي فراشه وهو سيفٌ لله، لم يُهزم قط ولن يُهزم ..

رحم الله خالد، رحم الله أبا سليمان ..

Comments

Popular posts from this blog

Void Batman

ميريوم ولوحة "ثبات الذاكرة" : تلاشي الزمن وتحولات الذات

الحرية بين بلال و وحشي